كان للشعوب ذات الحضارات القديمة - مثل المصريين والإغريق والرومان والآشوريين والبابليين - تقويم تكاد تكون سنته تشبه السنة التي نعرفها اليوم .
التقويم الروماني وضعه نوما بومبيليوس Numa Pompilius ، وكانت السنة تبدأ بفصل الربيع في شهر مارس ، وبعد ذلك نقلوا الشهرين الأخيرين من السنة ؛ وهما يناير وفبراير ؛ ووضعوهما في البداية ، وكانت السنة لدى الرومان تتكون من اثني عشر شهراً قمرياً ، وهي بذلك لم تكن تتضمن 365 يوماً ، ولذلك كانوا يُضيفون شهراً بعد فترة معينة ؛ لكي تصبح السنة المدنية مساوية للسنة الشمسية ، وكان الكهنة وحدهم هم الذين يملكون حق إجراء هذا التعديل ؛ الذي كان يتم حسب أهوائهم ، وأدى ذلك إلى فوضى إلى أن تولّى يوليوس قيصر Julius Caesar السلطة عام 45 قبل الميلاد فقرر إصلاح التقويم فكلّف الفلكي اليوناني سوسيجين Sosigen ، وكانت النتيجة إلى أن أصبحت السنة 365 يوماً ؛ 5 ساعات ؛ 48 دقيقة ؛ 46 ثانية ، غير أن قيصر قرر أن يقتصر حساب السنة على 365 يوماً فقط ، أما الست ساعات الزائدة ؛ فتُحسب على أساس يوم كامل يُضاف مرة كل أربع سنوات ، وأصدر الإمبراطور مرسوماً يقضي أن تكون إضافة هذا اليوم إلى شهر فبراير .
وسمُّوا ستة شهور بأسماء آلهتهم ؛ واثنان بأسماء قياصرتهم ، وكان هذا هو التقويم الجولياني .
وقد تم حساب الزيادة بست ساعات ؛ وهي في الحقيقة أقل كما ذكر بمقدار 11 دقيقة ؛ 14 ثانية ؛ لتصل إلى يوم كامل كل 128 سنة ، ولذلك ففي عام 1582 عالج البابا جريجوري الثالث عشر Pope Gregory X111 الأمر بأن قرر أن يقفز بالتقويم إلى الأمام قفزة مقدارها عشرة أيام منتقلاً مباشرة من اليوم الخامس إلى الخامس عشر من شهر أكتوبر ، وبذلك اتفقت السنة المدنية مع السنة الشمسية ؛ وبالتالي مع الفصول .
وقرر أن تُستبعد سنة من حساب السنوات الكبيسة كل 100 سنة حتى يمكن تعويض 4 أيام كل 400 سنة أي يوم كل 130 سنة تقريباً .
وسُمِّيَ التقويم الجريجوري بعـد أن كان التقويم يُسمَّى بالتقويم الجولياني .
هذا وقد تم استخدام التقويم في بريطانيا والمستعمرات الأمريكية عام 1752 م ، بينما استخدمها الروس عام 1918 م ، وفي عام 1752 م وجدت بريطانيا أن هناك فرقاً قدره 11 يوماً بين السنة الفلكية والسنة المدنية ، وكان ذلك في 3 سبتمبر من عام 1752 م فعدّلت هذا اليوم ليصبح 14 سبتمبر 1752 م .
لقد اعتمد الإنسان في التقويم على دوران الأرض حول الشمس ، ولكن مع التقدم احتاج الإنسان إلى أوقات أقل من اليوم ، فقد لاحظ الإنسان أن الأشجار تُحدث ظلاً يختلف باختلاف أوقات النهار ، وأن هذا الظل ثابت لنفس الموعد مع اليوم السابق .
فاخـتراع المصري القـديم للساعة الشمسية والتي وجـدت في مقـبرة تحتمس الثالث Thoutmoais 111 ، وهي معروضة حالياً في متحف برلين ، ففي الفجر كان يتم توجيه الساعة نحو الشمس ، فكان ظل القضيب المستعرض يقع تقريباً على الخط العلامة السادسة ، ومعنى ذلك أنها الساعة السادسة قبل الظهر ، وبارتفاع الشمس في السماء يتضاءل الظل حتى إذا كان الظهر ؛ أصبح الظل صغيراً جداً ؛ وعندئذ تُدار الساعة إلى الجهة المضادة ، وبزوال الشمس يستطيل الظل ؛ وتدل العلامات على ساعات ما بعد الظهر ، حتى إذا كان وقت الغروب يعود الظل إلى أصغر أطواله .
الخميس أكتوبر 11, 2007 12:13 pm
