واجب على كل مكلف أن يعتقد أن الله تعالى متصف بالصفات الجليلة الثابتة وهى:
الوجود : وأنه خالق كل شيء لقوله : ] ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [ (سورة غافر الآية 62) وأن الله لا ابتداء لوجوده وأنه لم يسبقه عدم كما أنه سبحانه وتعالى لا انتهاء لوجوده وأنه لا يلحقه عدم ، لقوله تعالى : ] كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ [ (سورة القصص من الآية 88) ، وأنه سبحانه وتعالى واحد في ذاته وصفاته وأفعاله وليس لغيره صفة كصفته لقوله تعالى : ] قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [ (سورة الإخلاص) وأنه سبحانه وتعالى محيط بكل موجود وعليم بكل شيء له الإدارة والقدرة والسمع والبصر لقوله تعالى : ] إِنَّمَا إِلَهُكُم اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلْمًا [ (سورة طه الآية 98) وقوله : ] فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ[ (سورة البروج الآية 16) ] وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ [ (سورة الملك من الآية 1) , وقوله : ] فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [ (سورة غافر من الآية 56) 0
وله تعالى صفات غير ذلك كالجلال والجمال والعزة والعظمة والكبرياء والقوة ، لذلك على المكلف أن يؤمن بأن الله تعالى متصف بكمالات موجودة تليق به تعالى لانهاية لها يعلمها الله تعالى تفصيلا .
وعلى المسلم أن يؤمن بجميع ما أنزل الله من كتب ، وما آتى بعض رسله من صحف وأنها كلام الله أوحى به إلى رسله ليبلغوا عنه شرعه ودينه :
فالقرآن الكريم : منزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 0
والتـوراة : منزل على نبي الله موسى عليه السلام
والزبـور : منزل على نبي الله داود عليه السلام
والإنجيل : منزل على عبد الله ورسوله عيسى عليه السلام .
والقرآن : أعظم هذه الكتب والمهيمن عليها والناسخ لجميع شرائعها وأحكامها ، وعلى المسلم أن يؤمن بأن الله تعالى قد اصطفى من البشر رسلا وأوحى إليهم بشرعه وعهد إليهم بإبلاغه حتى لا يكون للناس حجة عليه يوم القيامة ، وقد أرسلهم الله بالبينات وأيدهم بالمعجزات ، وابتدأهم بنبيه نوح وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وأنهم كانوا بشرا يجرى عليهم ما يجرى للبشر فيأكلون ويشربون ويمرضون ويصحون وينسون ويتذكرون ويموتون ويحيون رغم أنهم من أكمل خلق الله تعالى وأفضلهم .
وعلى المسلم أن يؤمن بأن النبي الأمي محمد بن عبد الله هو عبد الله ورسوله أرسله الله إلى كافة الناس وختم بنبوته النبوات ، وبرسالته الرسالات ، فلا نبي بعده ولا رسول . لقولـه تعالى :
] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " ( سورة الأنبياء الآية 107 ) ، وقوله سبحانه وتعالي :
] مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَئٍ عَلِيمًا [ (سورة الأحزاب الآية 40) .
وعلى المسلم أن يؤمن بأن لهذه الحياة الدنيا ساعة أخيرة تنتهي فيها ثم تأتى الحياة الثابتة الدائمة في الدار الآخرة فيبعث الله سبحانه وتعالى الخلائق بعثا ويحشرهم إليه جميعا ليحاسبهم فيجزى الأبرار بالجنة والفجار والكفرة بالنار لقوله تعالى : ] كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ [ (سورة الرحمن الآيتان 26 ، 27) ، وقوله سبحانه وتعالي : ] أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [ (سورة المطففين الآيات 4 ، 5 ، 6) .
وعلى المسلم أن يؤمن بنعيم القبر وعذابه ، وسؤال الملكين فيه حق وصدق لقوله تعالى :
] سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [ ( سورة التوبة من الآية 101 ) ، ولقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام " إِنَّ العَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فيُقْعِدانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ ، مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ (أي سيدنا محمد) فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قَد أَبْدَلَكَ اللهُ بِـهِ مَقْعَداً مِنَ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعاً " .
وعلى المسلم أن يؤمن بقضاء الله وقدره وحكمته ومشيئته ، وأنه لا يقع شيء في الوجود حتى أفعال العباد الاختيارية إلا بعد علم الله وتقديره ، وأنه تعالى عدل في قضائه ، حكيم في تصرفه وتدبيره وأن حكمته تابعة لمشيئته ، ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، لقوله تعالى : ] وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَّشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [ (سورة التكوير الآية 29) ، وقوله تعالي : ] إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ [ (سورة القمر الآية 49) , وقوله تعالى : ] وَإِن مِنْ شَيءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدرٍ مَّعْلُومٍ [ ( سورة الحجر الآية 21 ) .
وعلى المسلم أن يؤمن بأن الله تعالى يحب من الأعمال أصلحها ومن الأفعال أطيبها ويحب من عباده الصالحين فعليك أيها المسلم أن تتقرب إلى الله وتتوسل إليه بصالح الأعمال وطيب الأقوال ، فتسأله تعالى وتتوسل إليه ، وتتقرب إليه بترك المحرمات واجتناب النواهي ولا تسأل الله تعالى بجاه أحد من خلقه ولا بعمل عبد من عباده… فإن سألت فاسأل الله وان استعنت فاستعن بالله لقوله : ] إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [ ( سورة فاطر من الآية 10 ) ، وقولـه تعالى : ] وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [ ( سورة الأعراف الآية 180 ) .