قبل نهاية النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، اهتم الكيميائيون قليلا بالغازات ، وبالرغم من أنه كان من المعروف لمئات السنين أن ( الأبخرة Vapours ) أو (الهواء Airs ) كما كانوا يُطلقون في ذلك الوقت ، يتصاعد أثناء كثير من التفاعلات الكيميائية ، فإن أحدا لم يهتم بدراسته جديا .
وفي عام 1755 نشر جوزيف بلاك Joseph Black الذي أصبح بعد ذلك أستاذا للكيمياء بجامعة أدنبرة ، نتائج بحوثه عن الطباشير ، وكربونات الماغنسيوم ، والجير ، ولقد وصف في بحثه المنشور " الهواء الثابت " الذي يتحد عند تسخين الطباشير ، " وهواء بلاك الثابت " يتحد مع الجير ويُحوِّله إلى طباشير ، وهو في الحقيقة عبارة عن ثاني أكسيد الكربون .
وثاني أكسيد الكربون غاز لا لون له ، وله رائحة خفيفة مميزة ، وطعم حمضي خفيف ، ووزنه حوالي مرة ونصف وزن الهواء ، ويذوب بسهولة في الماء ، ولا يمكن لشيء أن يحترق فيه ، ولا يُساعد على الحياة .
وينتج ثاني أكسيد الكربون عندما يتحول الحجر الجيري إلى جير بواسطة الحرارة ، ومن تفاعل الأحماض بالكربونات ، وفي عملية تخمر السكريات بوساطة الخمائر ينتج الكحول وثاني أكسيد الكربون .